يأتى حديثى اليوم عن الدعوة الى ضرورة تدريس ثورة 25 يناير فى مصر ضمن مناهج التاريخ ، بل ضمن مناهج اللغة العربية والتربية الوطنية وغيرها من المواد الدراسية ، انطلاقاّ من دورها فى تغيير المشهد السياسى ليس لمصر وحدها ولكن للعالم العربى والعالم بأسره .
وهناك مسلمة تربوية تتمثل فى القول بأن " المنهج الدراسى الذى لا يعكس واقع وطموح المجتمع ، لا يمكن أن ينتمى الى ذلك المجتمع بأى حال من الأحوال " وانطلاقا من ذلك فإن علم المناهج يتناول تعريفات عدة لمفهوم المنهج ومن ذلك " أن المنهج يتثل فى جميع الخبرات التربوية التى تنظمها المدرسة سواء داخل أسوارها أو خارجها بهدف مساعدة الطالب أو المتعلم .
كما أن هناك ما يطلق عليه بالمنهج الخفى وهو " المنهج المتكون من السلوك والقيم التي تعلم للطلاب بواسطة المعلم أو المدرسة من غير تخطيط..
وعند بناء أى منهج فإنه يقوم على مجموعة من الأسس منها (المعرفى ـ النفسى ـ الاجتماعى والثقافى ـ الفلسفى ) ويجب الاهتمام بها جميعا عند بناء المنهج ، ولا يمكن الاهتمام بجانب على حساب الجوانب الأخرى .
ولما كانت ثورة 25 يناير حدثا فريدا غير منظومة الحياة فى مصر والعالم بأسره كما سبق القول ، وجب على المؤسسة التعليمية أن تتجاوب مع ذلك الحدث وأن تفرد له المساحة الكافية على المستوى الكمى والنوعى ضمن مناهجها فى التعليم العام والتعليم الجامعى ، وذلك لكى تؤصل اطاراً معرفيا ،ومهاريا ، ووجدانياً يساهم فى بناء عقل ووجدان أجيال مصر الحالية والقادمة .
ان الحديث حول تدريس الثورة ضمن مناهج التاريخ والتربية الوطنية واللغة العربية بفروعها أو غيرها من المواد الدراسية ،لا يجب أن يقف على مجرد سرد أسباب الثورة وتداعياتها فقط ، وانما هو حديث عن تغيير منظومة التعليم بشكل كامل ، فلا يعقل أن نتحدث عن تطوير التعليم طوال فترة حكم الرئيس السابق وطوال عقود عدة سبقت حكم الرئيس ، وقد غلب على التطوير المزعوم لغة الأنا ، وتقديس الفرد فى شخص الرئيس ، وتهميش الرموز ، وتزيف الحقائق ، واغراق أجيال عدة فى مستنقع الحفظ دون اعلاء لقيم ومفردات الفهم والابداع كما ادعت كثير من الكتابات التى كانت ومازالت تدير منظومة التربية وصناعة المناهج واتخاذ القرار فى مصر.
ان تقديس الفرعون واعلاء شأن الرئيس وتصدير اسمه فى كل المواد الدراسية والمؤسسات التعليمية وغير التعليمية انما هو نوع من النفاق السياسيى سيطر على فترات ما قبل 25 يناير ، ولا يجب أبدا السماح به مهما كانت التداعيات ومجريات الأحداث فيما بعد الثورة ، اننا بصدد صناعة منهج جديد وإعادة صياغة منظومة تعليمية تتضمن ذلك المنهج ووفق اسس واضحة تعلى من شأن الشعب بكل فئاته وترسخ لقيم كثيرة كانت شعاراً لثورة شعب ، ومنها الحرية والعدل والمساواة ، والقضاء على كافة أشكال الفساد على المستوى الفردى والمجتمعى ، اضافة الى نبذ الظلم بكافة أشكالة وأبعادة وعلى رأسها الظلم السياسي والمجتمعى والأمنى ،وكذلك دعم قيمة العمل الجماعى، والبحث عن آليات تحقق وتفعيل تلك القيم عبر مناهج تعليمية تطبق على أرض الواقع ، ومن خلال طرق تدريس تدفع نحو اعمال العقل والنقاش والحوار الهادف ، ولن يأتى ذلك الا من خلال معلم تم اعداده بشكل متميز داخل كليات ومراكز اعداد تعى معنى وقيمة المعلم ، وتدفع به نحو احترام نفسه واحترام المجتمع له ، انه المعلم الذى يقدر ذاته ويقدر طبيعة مهنته ، ويجد من التقدير المجتمعى والمؤسسى ما يحقق له آماله وطموحاته ، لم يعد هناك مبرر للحديث عن قمع حرية الرأى داخل المدارس والجامعات ، أصبح المجال مفتوحا أمام الابداع والمبدعين ، لم يعد الحديث عن النشاط المدرسى مجرد تنظير أو سد خانة وانما يجب أن يكون النشاط المدرسى نموذجا يعب عن طموح ورغبات الطلاب ويترجم المحتوى ويسعى لتحقيق أهداف المنهج .
ان مناهج التاريخ والتربية الوطنية كان ومازال شعارها تزيف التاريخ لصالح الحاكم ، انطلاقا من الحديث حول شخص الحاكم وانجازاته وبطولاته دون الاشارة الى المجتمع صانع الحدث وكما يشير المؤرخ الأستاذ الدكتور زكريا سليمان أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر " ان الأجيال الحالية تعرف وتحفظ اسم خوفو ولكنها لم تعلم أن الذى بنى هرم خوفوهو الشعب والبسطاء من ذلك الشعب الذين بذلوا الأرواح والوقت والجهد من أجل اتمام ذلك البناء لكى يسمى فى النهاية باسم الفرعون الذى حكم البلاد . ان ذلك النموذج الذى يعلى من شأن الحاكم ويتنازل عن حق المحكومين ولا يهتم بالمجتمع انما هو نموذج مزيف لا يجب أبدا أن يكون هو محور تفسير التاريخ بشكل عام وفى مناهج ما بعد ثورة 25 يناير بشكل خاص .
ملخص القول ان الحديث عن دور الشعوب فى صناعة التاريخ أصبح واجبا على كل من يقوم بالتأليف سواء أكان من المؤرخين أومن رجال التربية المتخصصين فى صناعة المنهج، و لم يعد مقبولا على الاطلاق تأليه وتقيديس الحاكم فى مناهج التاريخ والتربية الوطنية . وأذكر هنا الحديث حول انجازات الرئيس السابق وبطولاته فى حرب أكتوبر ، عند الاشارة الى المعركة بكتاب التاريخ فى المرحلة الثانوية ،فقد تم وضع صورة مصغرة للقائد العام للقوات المسلحة وصاحب القرار فى المعركة " الرئيس الراحل محمد انور السادات " بينما فى الصفحة المقابلة وضعت صورة كبيرة وبحجم ورقة الكتاب للرئيس السابق "محمد حسنى مبارك" رغم انه فى ذلك الحين كان مجرد قائد للقوات الجوية ، وكان يسبقة فى الرتبة والمكانة شخصيات أخرى تم تهميشها بل تم حذفها تماما ومنا الفريق "سعد الدين الشاذلى" رئيس الأركان وقتها .
اننى ادعوا هنا الى اعادة هيكلة منظومة التعليم والمناهج بشكل خاص ومناهج التاريخ التى تؤصل لدعم وبناء الانتماء الى الوطن والأمة ، ذلك الوطن الذى حرم لعقود من ممارسة الروح الوطنية واستدعاء ومضات تاريخية اضاءت الطريق ومنها حرب أكتوبر بكل مافيها من تفاصيل وبطولات وحالة المجتمع المصرى قبل واثناء وبعد المعركة ، اننا بصدد الدعوة الى تغيير لغة الخطاب فى لكى ينتقل من الحديث دوما عن بطولات الفرد الى الحديث عن بطولات الشعوب وكيف صنع الشعب حضارته وكيف صنع الشعب المصرى ثورته .
يجب أن تكون المنهجية المقبلة قائمة على تقدير روح الفريق واحترام وتقدير الفرد ان التزم بتلك الروح التى تحقق الأهداف الكبرى للمجتمع وليس مجرد تحقيق أهدافة فقط .
ان الاتفاق على حتمية تدريس الثورة فى المناهج بالتعليم العام والجامعى أمر مفروغ منه باعتبارها نموذج يجسد روح المواطنة والانتماء والدفاع عن كرامة الوطن والمواطن ، ولكن الأهم أن ندرك أن المشهد السياسي قد تغير ، وأن الثورة قد تم تدوينها عبر وسائل الاعلام وعبر الانترنت ، وتم تسجيل الكثير من الأحداث اليكترونيا حتى أضحى المرئى والمسموع والمكتوب عن الثورة متاحا لدى الجميع ، ولكن يتبقى تأطير وتفصيل تلك الميديا واعادة التعامل معها وفق فلسفة وطبيعة كل مرحلة تعليمية وبما يتناسب مع أسس بناء المنهج وأن يضع صانع المنهج فى اعتبارة ان الهدف من تدريس الثورة انما يتمثل فى تأصيل قيم الثورة واعداد المواطن المحب لوطنه المخلص له وبالتالى اعلاء قيمة االوطن والمواطن ، وان يتم ذلك عبر اعداد جيد لمعلم يعى أدواره ، ومتعلم يتفاعل مع معلمه ويسعى الى التعلم الذاتى ، ويندمج فى العمل الجماعى ويمارس النشاط مقبلا عليه متفاعلا معه . وعلى أساتذة المناهج والتاريخ بالاشتراك مع أساتذة كلية السياحة والفنادق وبالتعاون مع وزارات الثقافة والسياحة والتربية والتعليم العمل على اعداد متاحف اليكترونية ترصد بأسلوب ابداعى لمراحل وتطورات الثورة وتعرض للحدث بطريقة مشوقة تدفع بالمتعلم نحو تقدير واحترام ما يقدم له .
لقد قدمت ثورة 25 يناير قيما سوف يخلدها التاريخ منها "الحرية والكرامة والعمل الجماعى والايثار والتصميم على التحرر من قبضة الفرعون ، ورفض أشكال القمع الفكرى والسياسي والمجتمعى ... الخ ولعل ترسيخ تلك القيم فى المناهج الدراسية عامة من الأمور التى يجب أن تفعل فى ضوء منظومة البناء الجديدة والتى يجب أن تشمل السياسي والمجتمعى والاقتصادى والتعليمى والصناعى والتجارى والزراعى وبالتالى لا يمكن البناء فى منظومة التعليم دون البناء فى السياسي ، وشعب بلا حرية وكرامة لا يمكن أن يبنى ويبدع ويخرج أجيالاً تبنى وتدفع نحو التقدم ، نريد أن نرى الشعب فى مناهجنا ، نراه صوتاً وصورة ، نراه واقعاً وطموحاً . ولنعلم الأجيال القادمة أن من دروس الثورة " أن الشعوب قد تصمت طويلا على الظلم ، ولكن للصمت دلالة وحدود ، وقد تسكت على القهر بأشكالة ، ولكن للقهر دلالات عدة علينا أن نعيها ونفهمها ونحسن تفسيرها عن وضعها فى السياق التاريخى ، وأن يكون ذلك ضمن الدروس التى يجب أن تؤصل فى عقول ووجدان الأجيال الحالية والقادمة
وهناك مسلمة تربوية تتمثل فى القول بأن " المنهج الدراسى الذى لا يعكس واقع وطموح المجتمع ، لا يمكن أن ينتمى الى ذلك المجتمع بأى حال من الأحوال " وانطلاقا من ذلك فإن علم المناهج يتناول تعريفات عدة لمفهوم المنهج ومن ذلك " أن المنهج يتثل فى جميع الخبرات التربوية التى تنظمها المدرسة سواء داخل أسوارها أو خارجها بهدف مساعدة الطالب أو المتعلم .
كما أن هناك ما يطلق عليه بالمنهج الخفى وهو " المنهج المتكون من السلوك والقيم التي تعلم للطلاب بواسطة المعلم أو المدرسة من غير تخطيط..
وعند بناء أى منهج فإنه يقوم على مجموعة من الأسس منها (المعرفى ـ النفسى ـ الاجتماعى والثقافى ـ الفلسفى ) ويجب الاهتمام بها جميعا عند بناء المنهج ، ولا يمكن الاهتمام بجانب على حساب الجوانب الأخرى .
ولما كانت ثورة 25 يناير حدثا فريدا غير منظومة الحياة فى مصر والعالم بأسره كما سبق القول ، وجب على المؤسسة التعليمية أن تتجاوب مع ذلك الحدث وأن تفرد له المساحة الكافية على المستوى الكمى والنوعى ضمن مناهجها فى التعليم العام والتعليم الجامعى ، وذلك لكى تؤصل اطاراً معرفيا ،ومهاريا ، ووجدانياً يساهم فى بناء عقل ووجدان أجيال مصر الحالية والقادمة .
ان الحديث حول تدريس الثورة ضمن مناهج التاريخ والتربية الوطنية واللغة العربية بفروعها أو غيرها من المواد الدراسية ،لا يجب أن يقف على مجرد سرد أسباب الثورة وتداعياتها فقط ، وانما هو حديث عن تغيير منظومة التعليم بشكل كامل ، فلا يعقل أن نتحدث عن تطوير التعليم طوال فترة حكم الرئيس السابق وطوال عقود عدة سبقت حكم الرئيس ، وقد غلب على التطوير المزعوم لغة الأنا ، وتقديس الفرد فى شخص الرئيس ، وتهميش الرموز ، وتزيف الحقائق ، واغراق أجيال عدة فى مستنقع الحفظ دون اعلاء لقيم ومفردات الفهم والابداع كما ادعت كثير من الكتابات التى كانت ومازالت تدير منظومة التربية وصناعة المناهج واتخاذ القرار فى مصر.
ان تقديس الفرعون واعلاء شأن الرئيس وتصدير اسمه فى كل المواد الدراسية والمؤسسات التعليمية وغير التعليمية انما هو نوع من النفاق السياسيى سيطر على فترات ما قبل 25 يناير ، ولا يجب أبدا السماح به مهما كانت التداعيات ومجريات الأحداث فيما بعد الثورة ، اننا بصدد صناعة منهج جديد وإعادة صياغة منظومة تعليمية تتضمن ذلك المنهج ووفق اسس واضحة تعلى من شأن الشعب بكل فئاته وترسخ لقيم كثيرة كانت شعاراً لثورة شعب ، ومنها الحرية والعدل والمساواة ، والقضاء على كافة أشكال الفساد على المستوى الفردى والمجتمعى ، اضافة الى نبذ الظلم بكافة أشكالة وأبعادة وعلى رأسها الظلم السياسي والمجتمعى والأمنى ،وكذلك دعم قيمة العمل الجماعى، والبحث عن آليات تحقق وتفعيل تلك القيم عبر مناهج تعليمية تطبق على أرض الواقع ، ومن خلال طرق تدريس تدفع نحو اعمال العقل والنقاش والحوار الهادف ، ولن يأتى ذلك الا من خلال معلم تم اعداده بشكل متميز داخل كليات ومراكز اعداد تعى معنى وقيمة المعلم ، وتدفع به نحو احترام نفسه واحترام المجتمع له ، انه المعلم الذى يقدر ذاته ويقدر طبيعة مهنته ، ويجد من التقدير المجتمعى والمؤسسى ما يحقق له آماله وطموحاته ، لم يعد هناك مبرر للحديث عن قمع حرية الرأى داخل المدارس والجامعات ، أصبح المجال مفتوحا أمام الابداع والمبدعين ، لم يعد الحديث عن النشاط المدرسى مجرد تنظير أو سد خانة وانما يجب أن يكون النشاط المدرسى نموذجا يعب عن طموح ورغبات الطلاب ويترجم المحتوى ويسعى لتحقيق أهداف المنهج .
ان مناهج التاريخ والتربية الوطنية كان ومازال شعارها تزيف التاريخ لصالح الحاكم ، انطلاقا من الحديث حول شخص الحاكم وانجازاته وبطولاته دون الاشارة الى المجتمع صانع الحدث وكما يشير المؤرخ الأستاذ الدكتور زكريا سليمان أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر " ان الأجيال الحالية تعرف وتحفظ اسم خوفو ولكنها لم تعلم أن الذى بنى هرم خوفوهو الشعب والبسطاء من ذلك الشعب الذين بذلوا الأرواح والوقت والجهد من أجل اتمام ذلك البناء لكى يسمى فى النهاية باسم الفرعون الذى حكم البلاد . ان ذلك النموذج الذى يعلى من شأن الحاكم ويتنازل عن حق المحكومين ولا يهتم بالمجتمع انما هو نموذج مزيف لا يجب أبدا أن يكون هو محور تفسير التاريخ بشكل عام وفى مناهج ما بعد ثورة 25 يناير بشكل خاص .
ملخص القول ان الحديث عن دور الشعوب فى صناعة التاريخ أصبح واجبا على كل من يقوم بالتأليف سواء أكان من المؤرخين أومن رجال التربية المتخصصين فى صناعة المنهج، و لم يعد مقبولا على الاطلاق تأليه وتقيديس الحاكم فى مناهج التاريخ والتربية الوطنية . وأذكر هنا الحديث حول انجازات الرئيس السابق وبطولاته فى حرب أكتوبر ، عند الاشارة الى المعركة بكتاب التاريخ فى المرحلة الثانوية ،فقد تم وضع صورة مصغرة للقائد العام للقوات المسلحة وصاحب القرار فى المعركة " الرئيس الراحل محمد انور السادات " بينما فى الصفحة المقابلة وضعت صورة كبيرة وبحجم ورقة الكتاب للرئيس السابق "محمد حسنى مبارك" رغم انه فى ذلك الحين كان مجرد قائد للقوات الجوية ، وكان يسبقة فى الرتبة والمكانة شخصيات أخرى تم تهميشها بل تم حذفها تماما ومنا الفريق "سعد الدين الشاذلى" رئيس الأركان وقتها .
اننى ادعوا هنا الى اعادة هيكلة منظومة التعليم والمناهج بشكل خاص ومناهج التاريخ التى تؤصل لدعم وبناء الانتماء الى الوطن والأمة ، ذلك الوطن الذى حرم لعقود من ممارسة الروح الوطنية واستدعاء ومضات تاريخية اضاءت الطريق ومنها حرب أكتوبر بكل مافيها من تفاصيل وبطولات وحالة المجتمع المصرى قبل واثناء وبعد المعركة ، اننا بصدد الدعوة الى تغيير لغة الخطاب فى لكى ينتقل من الحديث دوما عن بطولات الفرد الى الحديث عن بطولات الشعوب وكيف صنع الشعب حضارته وكيف صنع الشعب المصرى ثورته .
يجب أن تكون المنهجية المقبلة قائمة على تقدير روح الفريق واحترام وتقدير الفرد ان التزم بتلك الروح التى تحقق الأهداف الكبرى للمجتمع وليس مجرد تحقيق أهدافة فقط .
ان الاتفاق على حتمية تدريس الثورة فى المناهج بالتعليم العام والجامعى أمر مفروغ منه باعتبارها نموذج يجسد روح المواطنة والانتماء والدفاع عن كرامة الوطن والمواطن ، ولكن الأهم أن ندرك أن المشهد السياسي قد تغير ، وأن الثورة قد تم تدوينها عبر وسائل الاعلام وعبر الانترنت ، وتم تسجيل الكثير من الأحداث اليكترونيا حتى أضحى المرئى والمسموع والمكتوب عن الثورة متاحا لدى الجميع ، ولكن يتبقى تأطير وتفصيل تلك الميديا واعادة التعامل معها وفق فلسفة وطبيعة كل مرحلة تعليمية وبما يتناسب مع أسس بناء المنهج وأن يضع صانع المنهج فى اعتبارة ان الهدف من تدريس الثورة انما يتمثل فى تأصيل قيم الثورة واعداد المواطن المحب لوطنه المخلص له وبالتالى اعلاء قيمة االوطن والمواطن ، وان يتم ذلك عبر اعداد جيد لمعلم يعى أدواره ، ومتعلم يتفاعل مع معلمه ويسعى الى التعلم الذاتى ، ويندمج فى العمل الجماعى ويمارس النشاط مقبلا عليه متفاعلا معه . وعلى أساتذة المناهج والتاريخ بالاشتراك مع أساتذة كلية السياحة والفنادق وبالتعاون مع وزارات الثقافة والسياحة والتربية والتعليم العمل على اعداد متاحف اليكترونية ترصد بأسلوب ابداعى لمراحل وتطورات الثورة وتعرض للحدث بطريقة مشوقة تدفع بالمتعلم نحو تقدير واحترام ما يقدم له .
لقد قدمت ثورة 25 يناير قيما سوف يخلدها التاريخ منها "الحرية والكرامة والعمل الجماعى والايثار والتصميم على التحرر من قبضة الفرعون ، ورفض أشكال القمع الفكرى والسياسي والمجتمعى ... الخ ولعل ترسيخ تلك القيم فى المناهج الدراسية عامة من الأمور التى يجب أن تفعل فى ضوء منظومة البناء الجديدة والتى يجب أن تشمل السياسي والمجتمعى والاقتصادى والتعليمى والصناعى والتجارى والزراعى وبالتالى لا يمكن البناء فى منظومة التعليم دون البناء فى السياسي ، وشعب بلا حرية وكرامة لا يمكن أن يبنى ويبدع ويخرج أجيالاً تبنى وتدفع نحو التقدم ، نريد أن نرى الشعب فى مناهجنا ، نراه صوتاً وصورة ، نراه واقعاً وطموحاً . ولنعلم الأجيال القادمة أن من دروس الثورة " أن الشعوب قد تصمت طويلا على الظلم ، ولكن للصمت دلالة وحدود ، وقد تسكت على القهر بأشكالة ، ولكن للقهر دلالات عدة علينا أن نعيها ونفهمها ونحسن تفسيرها عن وضعها فى السياق التاريخى ، وأن يكون ذلك ضمن الدروس التى يجب أن تؤصل فى عقول ووجدان الأجيال الحالية والقادمة