روى عن بعض العبّاد رضي الله عنه أنه قال: بينما أنا في الطريق أسير، وكنت صائما، فرأيت نهرا جاريا، فانغمست فيه، فاذا أنا بسفرجلة على وجه الماء، فأخذتها لأفطر عليها.
قال: فلما أفطرت عليها ندمت، وقلت: أفطرت على ما ليس لي، فلما أصبحت سرت، فضربت على باب البستان الذي كان النهر يخرج منه، فخرج اليّ شيخ كبير،
فقلت له: يا شيخ، انه خرج من بستانكم هذا بالأمس سفرجلة، فأخذتها وأكلتها، وقد ندمت على ذلك، فعسى أن تجعلني في حل.
فقال لي: أما أنا في هذا البستان أجير، ولي فيه منذ أربعين سنة ما ذقت من فاكهته شيئا قط، وليس لي في البستان شيء. قلت: لمن هو؟
قال: لأخوين بالموضع الفلاني.
قال: فأتيت الموضع، فوجدت أحدهما، فقصيت عليه القصة،
فقال: نصف البستان لي، وأنت حل من نصيبي في الك السفرجلة.
فقلت له: وأين أجد أخاك؟
قال: بموضع كذا وكذا.
فمضيت اليه، وقصيت عليه القصة،
فقال لي: والله لا أجعلك في حل الا بشرط.
فقلت: وما الشرط؟
قال: أزوّجك ابنتي وأعطيك مائة دينار.
قال له العابد: ويحك أنا في شغل عن هذا. أما رأيت ما أصابني لأجل سفرجلتك؟ فاجعلني حل.
فقال له: والله ما فعلت الا بالشرط المذكور.
فلما رأى العابد منه الجد، امتثل، وقال افعل، فأعطاه مائة دينار،
ثم قال له: أعطني منها ما شئت مهر ابنتي، فرمى بها كلها اليه،
فقال له: لا، الا البعض.
قال: فزوّجه ابنته، فلامه الناس على ذلك،
وقالوا له: خطب ابنتك أرباب الدولة وكبراء الناس، ولم تعطها لهم، فكيف أعطيتها لفقير لا مال له؟
فقال لهم: يا قوم انما رغبت في الورع والدين، ولأن هذا الرجل من عباد الله الصالحين،
رضي الله عنهم أجمعين.
قال: فلما أفطرت عليها ندمت، وقلت: أفطرت على ما ليس لي، فلما أصبحت سرت، فضربت على باب البستان الذي كان النهر يخرج منه، فخرج اليّ شيخ كبير،
فقلت له: يا شيخ، انه خرج من بستانكم هذا بالأمس سفرجلة، فأخذتها وأكلتها، وقد ندمت على ذلك، فعسى أن تجعلني في حل.
فقال لي: أما أنا في هذا البستان أجير، ولي فيه منذ أربعين سنة ما ذقت من فاكهته شيئا قط، وليس لي في البستان شيء. قلت: لمن هو؟
قال: لأخوين بالموضع الفلاني.
قال: فأتيت الموضع، فوجدت أحدهما، فقصيت عليه القصة،
فقال: نصف البستان لي، وأنت حل من نصيبي في الك السفرجلة.
فقلت له: وأين أجد أخاك؟
قال: بموضع كذا وكذا.
فمضيت اليه، وقصيت عليه القصة،
فقال لي: والله لا أجعلك في حل الا بشرط.
فقلت: وما الشرط؟
قال: أزوّجك ابنتي وأعطيك مائة دينار.
قال له العابد: ويحك أنا في شغل عن هذا. أما رأيت ما أصابني لأجل سفرجلتك؟ فاجعلني حل.
فقال له: والله ما فعلت الا بالشرط المذكور.
فلما رأى العابد منه الجد، امتثل، وقال افعل، فأعطاه مائة دينار،
ثم قال له: أعطني منها ما شئت مهر ابنتي، فرمى بها كلها اليه،
فقال له: لا، الا البعض.
قال: فزوّجه ابنته، فلامه الناس على ذلك،
وقالوا له: خطب ابنتك أرباب الدولة وكبراء الناس، ولم تعطها لهم، فكيف أعطيتها لفقير لا مال له؟
فقال لهم: يا قوم انما رغبت في الورع والدين، ولأن هذا الرجل من عباد الله الصالحين،
رضي الله عنهم أجمعين.